اقتصاد هل من حق ولاية قفصة الانتفاع بـ20 بالمائة من مرابيح الفسفاط؟
أثارت التصريحات المتعلقة بضرورة تخصيص 20 بالمائة من مرابيح الفسفاط لولاية قفصة من أجل النهوض بالجهة ردود فعل مختلفة بين موافق ومعارض لهذه الفكرة. وبالنظر الى أهمية الموضوع الذي يكتسي أهمية ذات علاقة بمستقبل الجهة وبجودة الحياة فيها ننقل لكم مواقف كل من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والنائب بالمجلس التأسيسي شكري يعيش والنائب عن الجبهة الشعبية عمار عمروسية والناشط السياسي طاهر بن حسين.
راشد الغنوشي: من غير المعقول أن يرى أهل قفصة الثروة طالعة من قدامهم وهوما جواعة
أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في لقاء بإذاعة قفصة يوم السبت 27 أوت 2016 انه يجب على الحكومة الجديدة التفاوض مع أهالي المنطقة لتخصيص جزء من ثروة الفسفاط لفائدة برامج التنمية بالجهة. وقال رئيس حركة النهضة «من غير المعقول أن يرى أهل قفصة الثروة طالعة من قدامهم وهوما جواعة».
شكري يعيش: تصريحات تحرض على الفتنة والتناحر
قال النائب شكري يعيش ما يلي: «خطير جدا ما يحدث هذه الأيام بعد تصريحات الغنوشي وطوبال غير المسؤولة والتي تحرض على الفتنة والتناحر بين مكونات الشعب التونسي والمتعلقة بتمكين قفصة من 20 % من الفسفاط.. ولم لا تمكين قبلي وصفاقس من 20 % من البترول والغاز وجندوبة من نصف المياه التي تمر منها وقابس المـظيلة الصخيرة وصفاقس من 50 % من عائدات الحوامض الفسفاطية التي تنتجها والتي تضر بمحيطها.
واعتبر أن الدستور مكن ولأول مرة وفي الباب المتعلق بالسلطة المحلية من إرساء ركائز تنظيم إداري جديد يعتمد على اللامركزية ويتمثل في الإستقلالية المالية والإدارية عبر منح الجهة الموارد المالية (من الجباية المحلية والوطنية وليس جزءا من الموارد الطبيعية) لتقوم الجهة (مجلس جهوي، بلدي أو إقليمي) بتصريف وتدبير شؤونها لوحدها وفي نطاق وحدة الدولة والتضامن بين الجهات، وأكد على ضرورة التمييز الإيجابي وعلى التوزيع العادل لعائدات الثروات الباطنية بين جميع الجهات تقوم به السلطة المركزية وليس بطريقة مباشرة كما يريد البعض.
كما اعتبر أن هذه المحاولات هي زرع للفتنة بين مكونات الشعب التونسي أولا والإطاحة بهذا الدستور ثانيا لتعم الفوضى وندخل مرحلة مجهولة العواقب.
وأضاف شكري يعيش أن هناك بعض السلبيات التي ظهرت مع ممارسة الحكم شبه البرلماني والتي وجب معالجتها على المدى الطويل، لكن في ما يتعلق بالمكتسبات الأخرى واللامركزية التي مازالت حبرا على ورق.
عمار عمروسية لراشد الغنوشي: «صحّة النوم»
اعتبر النائب بمجلس نواب الشعب عن جهة قفصة عمار عمروسية، أن دعوة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بتخصيص جزء من مرابيح شركة فسفاط قفصة لتنمية الجهة، جاءت متأخرة وتحمل نوعا من النفاق واللغة المزدوجة، لأن هذا المطلب كان من أقدم وأهم المطالب منذ اندلاع الثورة ناهيك عن كون حركة النهضة من بين أكبر الأحزاب الحاكمة في البلاد بعد الثورة، مشيرا في هذا السياق بالقول الى زعيم حركة النهضة بـ«صحة النوم».
وقال عمروسية، إن هذا المطلب نادت به التحركات الاحتجاجية بقفصة وهو مكتوب على جدران الجهة، موضحا أنه أساسي وشرط لا بد منه للتخفيض من الاحتقان الاجتماعي والنهوض بالجهة.
في ذات السياق، أوضح محدثنا إنه لم يدع يوما أبناء الجهة الى احداث الفوضى أو تعطيل عمل شركة الفسفاط، بل دعا الى النضال المدني فوق كل اعتبار حزبي أو جبهوي، غير أن أبناء الجهة اضطروا الى تعطيل عمل الشركة مرارا، نظرا للتجاهل المتواصل من قبل الحكومات المتعاقبة لمطالبهم العاجلة، على حد قوله.
الطاهر بن حسين: لا مانع من تخصيص حتّى 120 بالمائة من موارد جهة لتدارك التأخير
أكد الاعلامي الطاهر بن حسين أن فكرة تخصيص نسبة من الموارد للجهة التي تنتجها فكرة عقيمة ومن شأنها تفكيك وحدة الدولة والوطن وتحوّل البلاد الى امارات متحدة او حتى غير متحدة. ولكن لا مانع بأن تخصص حتّى 120 بالمائة من موارد جهة من الجهات لتدارك التاخير المتراكم في تنميتها لان في ذلك تكريسا للوحدة الوطنية وليس اقرارا بتجزئة الوطن.
نضال الصيد